حلى سوس عضو جديد
عدد المساهمات : 2 نقاط : 320886 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 02/04/2010
| موضوع: قلبي مريض .... يا رب اشفيني الجمعة أبريل 02, 2010 4:39 pm | |
| من كتاب البحر الرائق في الزهد والرقائق للشيخ / احمد فريد
قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ((ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب))(رواه البخاري ومسلم) .
فهو ملكها وهي المنفذة لما يأمرها به القابلة لما يأتيها من هديه ، ولا يستقيم لها شيء من أعمالها حتى تصدر عن قصده ونيته ، وهو ا
لمسؤول عنها كلها ، فكل راعٍ مسؤول عن رعيته ، لذا كان الاهتمام بتصحيح القلب وتسديده أول ما اعتمد عليه السالكون والنظر في
أمراض القلب وعلاجها أهم ما تنسك به الناسكون .
اقسام القلوب :
لما كان القلب يوصف بالحياة وضدها انقسم بحسب ذلك إلى أقسام ثلاثة : قلب سليم ـ وقلب ميت ـ قلب مريض .
القل السليم:
وهو القلب الذي لا ينجو يوم القامة إلا من أتى الله به كما قال تعالى : (يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ
سليم)(الشعراء/88) .
والسليم هو السالم الذي صارت السلامة صفةً ثابتةً له كالعليم والقدير ،
وأيضـًا فإنه ضد المريض والسقيم والعليل ،
فهو الذي قد سَلِمَ مَن كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه ، ومن كل شبهة تعارض خبره ،
فسلم من عبودية ما سواه ، وسلم من تحكيم غير رسوله ،
فخلصت عبوديته لله تعالى إرادةً ومحبةً وتوكلاً ،
وإنابة وإخباتـًا وخشية ورجاء ،
وخلص عمله لله ، فإن أحبَّ أحب في الله ، وإن أبغض أبغض في الله ،
وإن أعطى أعطى لله ، وإن منع منع لله ، ولا يكفيه هذا حتى يسلم من الانقياد والتحكيم لكل من عدا رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيعقد
قلبه معه عقدًا محكمـًا على الائتمام والاقتداء به وحده دون كل أحد في الأقوال والأفعال .
القلب الميت :
هو القلب الذي لا حياة فيه ، فهو لا يعرف ربه ولا يعبده بأمره وما يحبه ويرضاه ، بل هو واقفٌ مع شهواته ولذاته ، ولو كان فيها
سخط ربه وغضبه فهو لا يبالي إذا فاز بشهوته رضى ربه أم سخط ، فهو متعبد لغير الله حبـًا وخوفـًا ورجاءً ورضـًا وسخطـًا وتعظيمـًا
وذلاً ، إن أحب أحب لهواه ، وإن أبغض أبغض لهواه ، وإن منع منع لهواه ، وإن أعطى أعطى لهواه ، فهواه آثر عنده من رضا مولاه
، فالهوى إمامه ، والشهوة قائده ، والجهل سائقه ، والغفلة مركبه ، فهو بالفكر في تحصيل أغراضه الدنيوية مغمور ، وبسكرة الهوى
وحب العاجلة مخمور ، ينادى إلى الله والدار الآخرة من مكان بعيد فلا يستجيب للناصح ويتبع كل شيطان مريد ، الدنيا تسخطه وترضيه
، والهوى يصمُّه عما سوى الباطل ويعميه ، فمخالطة صاحب هذا القلب سقم ، ومعاشرته سم ، ومجالسته هلاك .
القلب المريض :
قلب له حياة وبه علة ، فله مادتان تمده هذه مرة وهذه أخرى ،
وهو لما غلب عليه منهما ،
ففيه من محبة الله تعالى والإيمان به والإخلاص له والتوكل عليه ما هو مادة حياته ،
وفيه من محبة الشهوات وإيثارها والحرص على تحصيلها والحسد والعجب والكبر وحب العلو والفساد في الأرض والرياسة ما هو مادة
هلاكِهِ وعطبه ،
وهو ممتحن بين داعيين : داعٍ يدعوه إلى الله ورسوله والدار الآخرة ،
وداعٍ يدعوه إلى العاجلة ، وهو إنما يجيب أقربهما منه وأدناهما إليه جوارًا .
فالقلب الأول حيٌ مخبتٌ ،
والثاني يابسٌ ميتٌ ،
والثالث مريض
فإما إلى السلامة أدنى ، وإما إلى العطب أدنى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|
ROoOz عضو جديد
عدد المساهمات : 23 نقاط : 320603 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 07/04/2010
| موضوع: رد: قلبي مريض .... يا رب اشفيني الأربعاء أبريل 07, 2010 7:50 am | |
| | |
|